أعلنت سلطات إقليم كردستان العراق ذي الحكم الذاتي الثلاثاء أن أكثر من 4 آلاف شخص نزحوا من قضاء سنجار المجاور إلى داخل حدود الإقليم الشمالي منذ الاثنين، إثر اشتباكات استمرت يومين بين القوات العراقية ومقاتلين ايزيديين، قبل عودة الهدوء.
قتل جندي عراقي وأصيب اثنان بجروح خلال الاشتباكات التي اندلعت ليل الأحد، بين الجيش العراقي ومقاتلين من "وحدات حماية سنجار" المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في المنطقة الواقعة في شمال العراق، كما أفاد مصدر عسكري فرانس برس الاثنين.
بعد نحو خمس سنوات على تحرير المنطقة من تنظيم الدولة الاسلامية، لا يزال الوضع الأمني في سنجار هشاً، إذ يشهد معقل الأقلية الايزيدية التي تعرضت للقتل والتهجير على يد التنظيم المتطرف، اشتباكات متفرقة بين الجيش والمقاتلين الايزيديين بين الآونة والأخرى.
وإثر الاشتباكات الأخيرة، نزحت "701 أسرة تتألف من 4083 شخصا لغاية الليلة الماضية وتوجهوا إلى محافظة دهوك" الواقعة في حدود الإقليم، كما أعلن حسين كلاري المدير العام لمديرية تنسيق الأزمات في وزارة داخلية إقليم كردستان خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء.
في الأثناء، قالت وزارة الهجرة في الحكومة الاتحادية إن "هذا النزوح وقتي، لأن ... الأمور عادت إلى وضعها الطبيعي" في سنجار. كذلك، قالت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي، كما نقلت وكالة الأنباء العراقية إن قضاء سنجار بات "آمناً" و"لا توجد أي مظاهر مسلحة".
ويتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية عن الاشتباكات التي اندلعت الأحد وتواصلت حتى الاثنين.
وفي بيان الاثنين، قالت القوات الأمنية العراقية إن المقاتلين الايزيديين قاموا بإغلاق الطرق المؤدية إلى قرية سنوني في شمال سنجار، ونصب حواجز ومنع حركة المدنيين في تلك المنطقة، وإطلاق النيران، وقالت إن الجيش تعامل مع مصدرها.
وتتهم وحدات حماية سنجار الجيش في المقابل بأنه يريد السيطرة على منطقتهم وطردهم منها، في حين يريد الجيش العراقي تنفيذ اتفاقية بين بغداد وأربيل، تقضي بانسحاب المقاتلين الايزيديين وحزب العمال الكردستاني من المنطقة.
وتعرف "وحدات حماية سنجار" حالياً بالفوج 80 ضمن قوات الحشد الشعبي والذي يتبع للحكومة العراقية. وتأسست بدعم من حزب العمال الكردستاني في العام 2014 للدفاع عن المدينة بعدما سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتشن القوات التركية بدورها على نحو متكرر عمليات ضد القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، الذي تصنّفه "إرهابياً".