تتصدر ثلاثة ملفات جدول أعمال الرئيس الأميركي جو بايدن في السعودية التي يزورها الجمعة في المرحلة الثانية من جولته الشرق أوسطية. ومن المتوقع أن يعقد بايدن محادثات ثنائية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حين سيشارك السبت في قمة خليجية تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وتشمل أولويات المباحثات الأميركية - الخليجية مواجهة التهديدات الإيرانية، وبحث سبل إنهاء حرب اليمن، وقضية الطاقة.
ويعمل بايدن على طمأنة دول الخليج حيال جهود إدارته لإحياء الاتفاق النووي، كما يتّجه للإعلان عن إنشاء تحالف أمني موسّع لمواجهة تهديدات طهران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار. كما يسعى الرئيس الأميركي لبحث سبل تثبيت الهدنة الهشة في اليمن في محادثاته مع القيادة السعودية؛ وذلك بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم بما يمهّد لإحلال السلام. كما يأمل بايدن في إقناع الدول الخليجية بزيادة إنتاجها من النفط بهدف خفض الأسعار. إلى ذلك، من المتوقّع أن يستعرض نتائج مباحثاته في إسرائيل والضفة الغربية.
- التصدي لتهديدات إيران
قبل ساعات من وصوله إلى جدة، سيقوم بايدن بزيارة الضفة الغربية ومستشفى «أوغوستا فكتوريا» الواقع بجبل الزيتون في القدس الشرقية. ومن المتوقع أن يعلن عن حزمة مساعدات تبلغ 100 مليون دولار لتمويل شبكة مستشفيات القدس، كما سيعقد مباحثات ثنائية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقال مسؤول أميركي كبير للصحافيين، مساء الأربعاء، إن محادثات بايدن وعباس ستتطرق إلى كيفية تعزيز الفرص الاقتصادية الفلسطينية، بما في ذلك تطوير قدرات الجيل الرابع في كل من غزة والضفة الغربية. وقضى بايدن 48 ساعة في إسرائيل والضفة الغربية، حيث عقد لقاءً ثنائياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، بحث خلاله سبل دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل ومنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، فضلاً عن تعزيز الجهود الأمنية في المنطقة، والحفاظ على حل الدولتين. وشهد اللقاء توقيع إعلان مشترك جديد حمل اسم «إعلان القدس»، يعيد التأكيد على الروابط المتينة بين البلدين ويوسع العلاقات الأمنية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتضمن التزاماً واضحاً بعدم السماح لإيران «مطلقاً» بامتلاك سلاح نووي والتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار. ويدعم الإعلان اتفاقات إبراهيم وتوسيع اندماج إسرائيل في المنطقة، والتصدي لتحديات عالمية من انعدام الأمن الغذائي إلى حرب أوكرانيا. وأكّد مسؤول أميركي كبير، أن إدارة بايدن قدمت لإسرائيل 4.8 مليار دولار لتعزيز أمنها، تتضمن مليار دولار لتجديد القبة الحديدية، خاصة بعد الضربات الصاروخية التي تعرضت لها من حركة حماس في مايو (أيار) 2021. وشدّد المسؤول، على أن الرئيس بايدن وفريقه نسّق مع الحكومة الإسرائيلية جهود التصدي لعدوان إيران وأنشطتها. وقال، إن «الباب مفتوح أمام الدبلوماسية إذا أرادت إيران التوقيع على الصفقة التي تم التفاوض عليها في فيينا، وقد كنا واضحين للغاية أننا مستعدون للقيام بذلك. وإذا لم تكن إيران مستعدة، فسنستمر في زيادة ضغط عقوباتنا وتعزيز عزلة إيران دبلوماسياً». وشدد المسؤول الأميركي على أن بايدن قام بمشاورات جيّدة مع الإسرائيليين حول هذه القضية، التي ستكون أيضاً موضوعاً للنقاشات في السعودية وقمة دول مجلس التعاون الخليجي زائد 3.
- حل الدولتين
إلى جانب التصدي للتهديدات الإيرانية، شدد بايدن خلال زيارته على أهمية الحفاظ على حل الدولتين.
واجتمع سيد البيت الأبيض، الخميس، مع عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين، كان بينهم لبيد والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو. وقال بايدن، إنه شدد في محادثاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين على دعمه المستمر لحل الدولتين، وأكّد أن هذا الحل هو أفضل طريقة لضمان «مستقبل من الحرية والازدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء». لكنّه استبعد في الوقت نفسه تحقيق هذه النتيجة «على المدى القريب». وأكّد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن بايدن لن يقدم أي مقترح لاستئناف المحادثات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في هذه الزيارة.