حذّرت اوكرانيا الخميس من “أشهر صعبة” في أعقاب هجوم صاروخي "واسع النطاق" شنته روسيا على مختلف أنحاء البلاد ليلا، في الوقت الذي يزور فيه فولوديمير زيلينسكي واشنطن لطلب مزيد من الاسلحة.
زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الكونغرس الأميركي حيث يبحث النواب في مساعدات عسكرية وانسانية جديدة محتملة ومن المتوقع أن يستقبله الرئيس جو بايدن.
في الوقت نفسه، بدأ حل في اوروبا لمسألة نقل الحبوب الأوكرانية التي حظرتها روسيا في البحر الأسود والخاضعة لحظر من كل من وارسو وبراتيسلافا وبودابست خلافا لتوصية الاتحاد الأوروبي. وأعلنت براتيسلافا وكييف أنهما اتفقتا على آلية، ووعدت بولندا التي اعلنت نتيجة هذه الأزمة أنها لن تقوم بعد الآن بتسليم اسلحة لأوكرانيا، بإجراء مفاوضات.
لكن الرئيس البولندي اندريه دودا اعتبر الخميس أن تصريحات رئيس وزرائه في شأن توقف وارسو عن تسليح اوكرانيا قد أسيء فهمها.
في أوكرانيا، خلف وابل جديد من صواريخ كروز الروسية ثلاثة قتلى في خيرسون في الجنوب، وسبعة جرحى في العاصمة كييف.
واعلن زيلينسكي على تلغرام "تم إسقاط معظم الصواريخ، معظمها وليس كلها" داعيا الغرب إلى تسليم بلاده المزيد من الأنظمة المضادة للطائرات.
ومع قرب حلول فصل الشتاء، تخشى السلطات في كييف تكرار روسيا استراتيجية اعتمدتها عام 2022 قامت على استهداف منشآت الطاقة من أجل قطع الكهرباء والتدفئة عن السكان.
وكتب معاون مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أوليكسي كوليبا على تلغرام "الليلة شنت روسيا هجوما هائلا على أوكرانيا... تنتظرنا أشهر صعبة مقبلة: روسيا ستواصل مهاجمة منشآت الطاقة والمنشآت الأساسية الأوكرانية".
واتهم روسيا بالسعي "لنشر الذعر" من خلال استهداف "مدنيين، مهاجع، محطات للوقود، فندقا، منشآت للطاقة واخرى مدنية".
في خاركيف كبرى مدن شمال شرق البلاد، لحقت أضرار بالورش والمصانع وأصيب شخصان، بحسب السلطات.
وقال ميكولا بوغوريلوف مدير شركة محلية لوكالة فرانس برس إن "الصاروخ سقط قريبا جدا، على بعد أمتار قليلة منا. كان هناك الكثير من الشظايا وتسبب بأضرار جسيمة".
وقالت يوليا بارانتسوفا وهي تعمل في الخياطة في أحد المصانع "لقد انهارت الأسقف وتحطمت النوافذ".
- استهداف العديد من المدن -
للمرة الأولى منذ ستة أشهر، تضررت منشآت للطاقة في غرب أوكرانيا ووسطها جراء الغارات الروسية، ما تسبّب بانقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة، وفق ما أوضح المزود الأوكراني اوكرنارغو على تلغرام.
وقال قائد أركان الجيش الأوكراني فاليري زالوجني "سمحت العمليات القتالية لسلاح الجو بالتعاون مع الدفاعات الجوية (..) بتدمير 36 صاروخ كروز" من مجموع "43 صاروخا".
وإضافة الى الأضرار المادية، أدت الصواريخ أو شظاياها لسقوط قتلى وجرحى.
في خيرسون جنوب البلاد استهدفت مناطق سكنية ليلا مما اوقع ثلاثة قتلى وخمسة جرحى.
في العاصمة كييف، أصابت شظايا صواريخ سبعة أشخاص بينهم فتاة تبلغ تسع سنوات.
وقالت مايا بليوخ لوكالة فرانس برس إنه في حي دارنيتسكي شرق المدينة "تحطمت النوافذ والأبواب. وسقطت نافذة علي".
وقالت شاهدة عيان تدعى داريا كالنا "كان الأمر مخيفا للغاية".
كما أصيب تسعة أشخاص في مدينة تشيركاسي جنوب كييف وفي ريفني (شمال غرب البلاد) وتسبب الهجوم في انقطاع التيار الكهربائي.
وأعلن الحاكم أن منطقة لفيف (غرب) على بعد نحو ألف كيلومتر من الجبهة تعرضت للقصف أيضا دون مزيد من التفاصيل.
ووقعت هذه الهجمات بعد ساعات من إعلان موسكو إسقاط ما مجموعه 22 مسيرة أوكرانية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها، وفوق البحر الأسود وفي منطقتي بيلغورود وأوريل.
من جانبه اعلن الجيش الأوكراني أنه استهدف مطارا عسكريا روسيا بالقرب من بلدة ساكي في شبه جزيرة القرم خلال الليل بمسيرات وصواريخ.
وقال مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية إن الغارة تسببت "بأضرار جسيمة" بينما كانت ما لا يقل عن 12 مقاتلة من طراز Su-24 وSu-30 متوقفة على ارض المطار.
من جهتها، اعلنت السلطات الروسية في شبه جزيرة القرم أن الدفاعات الروسية المضادة للطائرات أحبطت هذا الهجوم الذي شنته أوكرانيا، مما أدى إلى تكثيف الضربات على شبه الجزيرة التي ضمتها وفي البحر الأسود.
وتأتي هذه الهجمات المتبادلة بعدما ندد زيلينسكي الأربعاء في الأمم المتحدة ب"العدوان الإجرامي" الروسي و"تعطيل" المنظمة الدولية بسبب حق النقض الذي تتمتع به موسكو في مجلس الأمن.