تبادل المرشح الديمقراطي للرئاسة، دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية وكامالا هاريس، اتهامات بالتشدد وسوء الأداء، في ملفات اقتصادية أبرزها التضخم، وأخرى اجتماعية، أبرزها الإجهاض، وفي مجال السياسة الخارجية وتحديدا الحربين في غزة وأوكرانيا، خلال مناظرتهما الأولى الثلاثاء على قناة ABC.
هاريس قالت إن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين لكان في كييف لو كان ترامب رئيسا"، ورد الرئيس السابق باتهام هاريس وبايدن باتخاذ سياسة غير مسؤولة تجاه روسيا "الدولة النووية"، لينتقل المرشحان لتبادل الاتهامات بالفشل في إدارة الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
المناظرة، التي تحولت إلى مبارزة كلامية مريرة حول قيم المرشحين وسيرتهما الشخصية والعامة، انتقلت في جانبها السياسي إلى ملفات العرق والرعاية الصحية وسياسات الطاقة وتحول المناخ، ليعبر المرشحان عن مواقف تقليدية لطالما تمايز بها الحزبان.
وبدأ ترامب بتوجيه اتهام لهاريس بإنها "ماركسية". فيما استهلت المرشحة الديمقراطية حديثها بالقول: "كان علينا تنظيف الفوضى التي خلفها ترامب".
وقالت هاريس "لدي خطة لاقتصاد الفرص تشمل تخفيضات ضريبية للطبقة المتوسطة". لكن ترامب رد بأنها "نسخت" برنامج بايدن الاقتصادي.
وأشار ترامب إلى أنه "خلق واحدا من أعظم اقتصادات بلادنا، وسأفعل ذلك مرة أخرى". فيما قالت هاريس إن "خطة ترامب ستزيد التضخم وستؤدي إلى كساد".
وخلال حديثها، تعهدت هاريس تكون "رئيسة لكل الأميركيين". وقال ترامب من جهته، إن الديمقراطيين "دمروا نسيج بلادنا، ومعدلات الجريمة ارتفعت بسبب المهاجرين".
وفي ملف الإجهاض الذي يحتل مكانة لدى الناخبين الأميركيين، أكدت هاريس أن "سياسة ترامب بشأن الإجهاض مهينة لنساء أميركا"، متهمة الرئيس السابق بأنه "يسرد مجموعة أكاذيب" بشأن الإجهاض.
شنت هاريس هجوما على ترامب بشأن إنهاء الحق الفيدرالي في الإجهاض. وقالت إنه قدم "خدمة عظيمة" بتعيين ثلاثة قضاة صوتوا لإلغاء قضية "رو ضد وايد".
وقالت هاريس إنها "تدعم إعادة قانون رو ضد ويد".
وذكرت هاريس، المدعية العامة السابقة، المشاهدين بأن ترامب "مجرم مدان"، وهو ما رد عليه الرئيس السابق بالقول "إنهم يستخدمون القضايا القانونية كسلاح ضدي".
ووصف ترامب القضايا المرفوعة ضده بأنها "مزيفة"، وقال إن محاولة اغتياله كانت "نتيجة لخطاب الديمقراطيين".
وبشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، سأل المذيع، ديفيد موير، عما إذا كان ترامب يريد فوز كييف في حربها ضد موسكو، لم يجب ترامب بشكل مباشر، لكنه قال إنه يريد أن تتوقف الحرب.
وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن فوز أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة، قال ترامب: "أعتقد أن إنهاء هذه الحرب يصب في مصلحة الولايات المتحدة".
وعلقت هاريس بالقول إنه "بفضل دعمنا أوكرانيا لا تزال دولة مستقلة، ولو كان ترامب رئيسا لوجدنا بوتين في كييف".
وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعربت هاريس عن دعمها لحل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما تهرب ترامب من الإجابة على السؤال عندما سُئل عن ذلك، وكرر ببساطة ادعائه بأن هاريس والديمقراطيين "يكرهون إسرائيل" وأن الصراعات "لن تحدث" تحت إدارته.
وفي ملف الانسحاب الأميركي من افغانستان، عندما سئلت نائبة الرئيس عما إذا كانت تشعر بأنها تتحمل أي مسؤولية عن الطريقة التي تم بها الانسحاب من أفغانستان، بدأت هاريس ردها بالدفاع عن قرار الإدارة بإنهاء أطول حرب في أميركا.
وخلال الانسحاب الأميركي حدثت فوضى أدت إلى مقتل 13 عنصرا من القوات الأميركية في تفجير انتحاري في مطار كابول الدولي.
وانتقلت هاريس إلى انتقاد ترامب للطريقة التي تفاوض بها على خطة سلام مع طالبان تضمنت تحديد الأول من مايو 2021 للانسحاب النهائي للقوات، والذي واصل الرئيس، جو بايدن، تنفيذه بعد ذلك مع تحديد موعد نهائي في سبتمبر.
وبدأت المناظرة الرئاسية الأولى، وربما الوحيدة، التي تجمع المرشحة الديمقراطية وخصمها الجمهوري، والتي يتوقع أن يتابعها ملايين الأشخاص داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وتفتقد المناظرة لأحد عناصر الإثارة والحدة التي كانت تطبع مثيلاتها في الأعوام الماضية، اذ أن ميكروفون المرشح سيغلق أثناء تحدث خصمه، في إجراء اعتمد بناء لطلب فريق ترامب.
وكانت طائرة ترامب هبطت، مساء الثلاثاء، في مدينة فيلادلفيا، حيث سيشارك الرئيس الجمهوري السابق الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في المواجهة المنتظرة بشدة ضد منافسته هاريس.
كما وصلت هاريس، وهي أول سيدة، وأول امرأة سوداء وجنوب آسيوية تتولى نيابة الرئاسة في الولايات المتحدة، إلى مدينة فيلادلفيا الاثنين، بعدما أمضت الأيام الخمسة الماضية في فندق في بتسبيرغ، تستعد مع فريقها للمناظرة.
وأشارت تقارير إلى أن أحد مساعديها ارتدى بدلة رسمية واسعة وربطة عنق طويلة في زي مشابه لما يرتديه ترامب عادة، لتعتاد هاريس على توجيه الكلام إليه وتدلي بأفضل ما لديها ضده.
في المقابل، أكد فريق ترامب أن الملياردير الجمهوري اعتمد نهجا أكثر استرخاء قبل المناظرة، واختار أن يحضر إلى فيلادلفيا قبل ساعات فقط من الموعد، وأبقى تحضيراته محدودة.
وهذا اللقاء المباشر هو الأول بين هاريس وترامب، ويجمع بينهما مسرح المناظرة في ولاية بنسيلفانيا، ما يفسح في المجال أمام نقاش حاد.
الحرة