ناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، في الرياض، وقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان، و«التعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية».
وناقش اللقاء «مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في غزة ولبنان، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية»، إضافة إلى «العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك».
وحضر اللقاء وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي الدكتور مساعد العيبان ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان.
ووصل بلينكن، الأربعاء إلى السعودية، ضمن جولة إقليمية يسعى من خلالها إلى البحث في وقف إطلاق النار بقطاع غزة، و«احتواء التصعيد العسكري» في المنطقة.
وقبل لقاء ولي العهد، استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان نظيره الأميركي، ظهر اليوم، وناقشا «المستجدات الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في غزة ولبنان والجهود المبذولة بشأنها، كما تم استعراض العلاقات بين البلدين».
وقال بلينكن إن «السعودية لاعب مهم في المنطقة»، وذلك قبل توجهه إلى العاصمة الرياض، ضمن جولته بالمنطقة. وحطّ بلينكن في الرياض آتياً من إسرائيل؛ حيث استهلّ جولة إقليمية، هي الحادية عشرة له منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من عام، هدفها الدفع باتجاه وقف النار في غزة.
وفي طريقه إلى الرياض، قال بلينكن لصحافيين في مطار بن غوريون قرب تل أبيب: «رغم كل ما حدث، لا تزال هناك فرصة عظيمة في هذه المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماماً». وبعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كباراً، قال الوزير الأميركي إن «الوقت قد حان لإنهاء الحرب في غزة». وحث على اقتناص «فرصة سانحة» لإنهاء الحرب، بعد مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، وتفكيك أغلب قدراتها على مدار أكثر من عام من الحرب في قطاع غزة.
وقال بلينكن إن إسرائيل نجحت في ضمان عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي بدأت على أثره حملتها العسكرية على قطاع غزة، وينبغي أن تسعى إلى تحرير 101 رهينة من الإسرائيليين والأجانب وإنهاء القتال. وأضاف للصحافيين قبل مغادرته إلى الرياض: «حان وقت تحويل هذه النجاحات إلى نجاح استراتيجي مستدام... التركيز يجب أن يكون على إعادة الرهائن وإنهاء هذه الحرب، ووجود خطة واضحة بشأن ما سيلي ذلك».
وشدد بلينكن على أن إسرائيل بحاجة إلى بذل المزيد لإتاحة وصول إمدادات إنسانية كافية لمن يعيشون في ظروف مزرية. ولم تضع حكومة نتنياهو أي رؤية واضحة بشأن ما بعد الحرب في قطاع غزة، بخلاف الإعلان صراحة عن الحاجة إلى التفكيك الكامل للقدرات العسكرية لحركة «حماس»، وكذلك قدرتها على إدارة القطاع.
وهناك قلق واسع النطاق بين الفلسطينيين من أن إسرائيل تنوي إجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطق واسعة في قطاع غزة، بما يتيح سيطرة إسرائيل بشكل أكبر على هذه المنطقة، والسماح لمستوطنين يهود بالعودة للقطاع الذي انسحبوا منه في عام 2005.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة رفضت أي احتلال إسرائيلي لقطاع غزة، وقال إنه تلقى تأكيدات من نتنياهو بأن إسرائيل ليس لديها مثل تلك الخطط، على الرغم من ضغوط يمارسها كثير من أعضاء حزبه للسماح للمستوطنين بالعودة. وقال بلينكن: «هذه سياسة الولايات المتحدة، وستظل كذلك، وهي أيضاً على حد فهمي سياسة الحكومة الإسرائيلية، وهذا ما سمعته من رئيس الوزراء الذي يملك القول الفصل في هذه الأمور».
ويجتمع وزير الخارجية الأميركي بنظرائه من دول عربية في لندن، الجمعة، للبحث في حربَي غزة ولبنان، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء. ويلتقي بلينكن وزراء الخارجية العرب في العاصمة البريطانية بعد محادثات الخميس في قطر، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، لصحافيين في الطائرة التي أقلت بلينكن من إسرائيل إلى السعودية. ولم تحدد وزارة الخارجية مَن مِن الوزراء العرب سيحضرون اللقاء في لندن.
ويسعى بلينكن في زيارته الحادية عشرة إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من عام، إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني، بعد مقتل السنوار على يد إسرائيل الأسبوع الماضي. ويتطلع وزير الخارجية الأميركي أيضاً للتوصل إلى «حل دبلوماسي» في لبنان، من دون الحضّ على وقف فوري للضربات الإسرائيلية التي تستهدف «حزب الله» اللبناني.
المصدر: الشرق الأوسط