د. بن دغر خلال اجتماع الهيئة التنفيذية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية الاول يؤكد على تعزيز الوحدة الوطنية وتكامل الجهود لمواجهة التحديات الراهنة
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 الساعة 08:40
متابعات

 

عقدت الهيئة التنفيذية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اجتماعها الأول امس الاثنين برئاسة الدكتور عبدالله عوبل، رئيس الهيئة، وبحضور أعضاء الهيئة التنفيذية.

 

واستُهل الاجتماع بكلمة للدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس التكتل الوطني، حيث أكد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية وتكامل الجهود لمواجهة التحديات الراهنة، كما شدد على ضرورة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي، والعمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في بناء دولة اتحادية حديثة.

وهذا نص كلمة الدكتور بن دغر أمام الهيئة التنفيذية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية

 

الأخ العزيز الدكتور عبدالله عوبل 

 

رئيس الهيئة التنفيذية

 

الإخوة الأعضاء 

 

أهنئكم باختياركم ممثلين لأحزابكم في الهيئة التنفيذية للتكتل الوطني للإحزاب والمكونات السياسية، وإنه ليسعدنا أن أقول لكم بإسمي وزملائي في المجلس الأعلى بأننا سنمضي سوية في عملنا المشرك لانجاز المهام التي توافقنا عليها، مع إدراكنا لصعوبات المرحلة وتناقضاتها وكثرة تياراتها، ووقوع بلدنا تحت طائلة القانون الدولي.

 

من حسن حظكم أن رئيسكم المنتخب بالتوافق الدكتور عبدالله عوبل هو مناضل مخضرم، ومثقف وطني، قادم من قلب الحركة الوطنية، ومن محافظة قدمت ثلاثة رؤساء لليمن في تاريخها المعاصر، أرجو أن تتكاتف جهودكم بقيادته لتحقيق نقلة نوعية في عملنا الوطني السياسي والحزبي والتحالفي ، لإعلاء قيم الحرية والعدالة والمساواة، وتأمين حياة أفضل لشعبنا وأهلنا الذين ينكوون بنار الانقلاب والأزمة.

 

 

لقد مثل الانقلاب الحوثي كارثة وطنية حمَّلت وطننا وشعبنا أعباءً أفضت إلى انهيار اقتصادي، مالي وإداري، لولا مساعدة أخوية من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة فعالة من إخوتنا في الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون ودول عربية أخرى. هذه المساعدة الأخوية منعت من الذهاب بنا شعب ووطن إلى ماهو أسواء، علينا واجب المساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا لا يتحقق إلا بوحدة الصف الوطني، والكلمة التي تعانق البندقية، إذا فَرض علينا الحوثيون الحرب مرة أخرى.

 

 

أخي رئيس الهيئة إخوتي الأعزاء، أن تداعيات الانقلاب مستمرة في التأثير على بلدنا، وحياة شعبنا، ونظامنا الجمهوري، ولازال المجتمع بكل فئاته يدفع ثمن العدوان على الدولة وعلى الشرعية. لقد أصبح فقراء اليمن، معدمين، وطبقتها الوسطى فقيرة، ورأسمالها مهاجر خائف يبحث عن الاستقرار، وعادت نزعات التطرف المذهبي والمناطقي للظهور من جديد وهو ما يجعل مهمتنا صعبة لكنها ليست مستحيلة.

 

 

أن استعادة الدولة هو هدفنا المشترك الذي ينبغي أن يحظى بالاهتمام الوطني، والسياسي، علينا أن نوحد القوى والامكانيات والمؤسسات لتحقيق هذا الهدف الأسمى، فهو دليلنا الوحيد أمام الله والشعب، أننا لا لنا على ذات الطريق الذي شقه قبلنا أحرار اليمن وثوارها، وأننا لحافظون لدماء شهداء الثورة والجمهورية كما نريدها مستقبلًا دولة اتحادية، رسمنا خطوطها العريضة في مخرجات الحوار الوطني، فهي مرجعنا عند الاختلاف.

 

 

أننا في التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية جادون في حل قضايانا ذات الطابع الوطني كالقضية الجنوبية، فهي قضية رئيسية وعادلة، ومفتاح لمعالجة القضايا الأخرى، دون إغفال أو تجاهل لمطالب وطموحات وتطلعات أبناء شعبنا في جميع محافظات يمننا الكبير. وبالتأكيد فأننا متفقون أن الأولوية اليوم هي مواجهة الحوثيين وإيران في بلادنا.

 

 

ستعكفون من اليوم على صياغة البرنامج السياسي للتكتل، وأمامكم جملة الأسس والمبادئ والأهداف التي توافقنا عليها، كما أن أمامكم جملة رؤى أخرى تقدمت بها مكونات المجلس، وقد اطلعت عليها وأرى أنها قد ارتقت كلها إلى المستوى ذاته الذي تضمنته مجموعة المبادئ والأهداف في اللائحة، مما يسهل عليكم التوافق، والوصول إلى برنامج سياسي، يكون هاديًا ومرشدًا لنا في حاضرنا ومستقبلنا.

 

 

إلا أنني أود أن ألفت انتباهكم أن النجاح لا يتوقف على حسن الصياغة، وذلك أمر متاح بسبب المستوى الفكري، والخبرة النضالية لممثلي الأحزاب في الهيئة الوطنية، لكنه أي النجاح يكاد يكون مشروطًا بواقعية البرنامج الذي ستتبنونه أمام المجلس الأعلى، وواقعية البرنامج ستتوقف على قدرتنا على قراءة الواقع الذي نهدف إلى تغييره، علينا أن نحدث الفارق، وسنحدثه بعون الله.

 

 

أغتنم الفرصة لأدعو القوى الوطنية الأخرى للعمل المشترك لتعزيز قدراتنا وتحالفاتنا في التغيير المنشود وفي الدفاع عن اليمن الجمهوري، بما ذلك المنسحبين بعد التوقيع على الأسس والمبادئ والأهداف التي جمعتنا في فترة التحضير، وتجمعنا اليوم. نحن في معركة مع عدو يتناسى أن الثورة في اليمن قد أحدثت تغييرًا في وعي المجتمع، وأن العودة إلى ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر لم يعد ممكنًا.

 

 

نحتاج أيها الإخوة والأخوات لوحدة الصف، ووحدة التوجه، ووحدة القرار، كما نحتاج لحرية الحركة، والتعبير عن الرأي، والاعتراف بقيم التعدد السياسي والحزبي، تعبيرًا عن إيماننا الصادق بالديمقراطية، التي نلوكها كل يوم كمفهوم، نحتاج جميعًا إلى الاعتراف والقبول بحق الآخر في الوجود وحتى حقه في المخالفة الصريحة فيما نعتقده في حياتنا السياسية.

 

 

أتمنى لكم التوفيق والسداد، وأرجو أن تلزموا أنفسكم ببرنامج زمني لإنجاز المهمات الماثلة أمامكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

من جهته، أوضح الدكتور عبدالله عوبل، رئيس الهيئة التنفيذية، أن استعادة الدولة وإعادة بناء المؤسسات الوطنية تتطلب توحيد الصفوف والخطاب السياسي، محاسبة القيادات العابثة، وتعزيز الحوار لاستعادة الثقة وإنهاء الخلافات داخل الشرعية، بما يضمن تحقيق التقدم المشترك.

 

 

وناقش الاجتماع عددًا من القضايا المحورية، أبرزها صياغة البرنامج السياسي للتكتل، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مختصة لإعداده ليعبر عن تطلعات الشعب اليمني في استعادة الدولة وبناء مؤسساتها على أسس وطنية، كما استعرض الحاضرون التصورات المتعلقة بتشكيل الفروع في المحافظات، وخطة إطلاق الموقع الإلكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي للتكتل.

 

 

وفي إطار تعزيز الأداء وتنظيم العمل، أُعلن عن تشكيل عدد من اللجان المتخصصة داخل الهيئة التنفيذية، منها لجنة سياسية، ولجنة اقتصادية، ولجنة إعلامية وثقافية، ولجنة قانونية وحقوقية، لضمان العمل وفق رؤية شاملة ومتكاملة.

 

 

واختُتم الاجتماع بالتأكيد على التزام الهيئة التنفيذية بالعمل الجاد لتحقيق أهداف التكتل، وفي مقدمتها التركيز على القضية الجنوبية كقضية رئيسة مفتاحية لحل بقية القضايا الوطنية، ومواصلة الجهود لمواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم إقليميًا، بما يسهم في استعادة الدولة وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

متعلقات