بالعاصمة المؤقتة عدن.. رئيس الوزراء يحضر افتتاح المؤتمر الطلابي العلمي الأول ويؤكد على تشجيع البحث العلمي
الاثنين 21 ابريل 2025 الساعة 18:59
متابعات

حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم الاثنين، في العاصمة المؤقتة عدن، افتتاح المؤتمر الطلابي العلمي الأول، الذي تنظمه على مدى يومين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تحت شعار "نحو بيئة علمية حاضنة للبحث والابتكار".

 

ويهدف المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ الجمهورية اليمنية الى تشجيع ودعم مجالات البحث العلمي والقدرات الشبابية والابتكارات، وفتح نافذة واسعة للعقول اليمنية المتميزة لعرض ابحاثهم وإنتاجاتهم العلمية، وتقدير الجهود العلمية المميزة، إضافة الى تشجيع الابتكارات والاختراعات ودعم الكوادر اليمنية، والتشبيك بينهم وبين القطاعين الحكومي والخاص.

 

والقى دولة رئيس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى للتعليم العالي، كلمة في افتتاح المؤتمر، نقل في مستهلها تحيات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي واخوانه أعضاء المجلس، لجميع المشاركين وتقديرهم لانعقاد هذا الحدث المتميز والنوعي.. مؤكدا ان هذا الحدث العلمي البارز، يمثل علامة فارقة في مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية.

 

وقال " إنه لمن عظيم الفخر أن نقف أمام هذه النخبة العلمية والأكاديمية، ونطلِّع ونستمع ونشاهد معكم هذه الإبداعات الطلابية البحثية والعلمية التي ينتظر منها أن تكون لبنات فاعلة في بناء صرح الوطن".

 

وأشار الدكتور احمد عوض بن مبارك، الى إن انعقاد المؤتمر الطلابي العلمي الأول، في رحاب عدن العريقة، ليس مجرد تجمع أكاديمي، بل هو بشارة أمل وخير وبناء ونماء، ومؤشر قوي على إيماننا الراسخ بقدرات شبابنا الطموح، وعزمنا الصادق على بناء مستقبل مشرق لوطننا الغالي.. معربا عن تقديره للجهود المضنية التي بذلت لتذليل الصعاب وتجاوز التحديات، حتى الوصول إلى هذا اليوم المشرق.. مقدماً جزيل الشكر والتقدير لكل من أسهم في إيصال المؤتمر وأفكاره وأهدافه إلى هذه اللحظة من النجاح وعلى رأسهم قيادة وزارة التعليم العالي.

 

وشدد رئيس الوزراء على إن تطوير البحث العلمي وتنمية الإبداع وتعزيز قدرات الشباب، من أهم أهداف المؤتمر، وهو ما تسعى اليه الحكومة وقيادة الدولة، انطلاقاً من أهمية البحث العلمي والتعليم النوعي، الذي يعد حاكماً للنمو ووسيلة فعالية لتحقيق التنمية المستدامة.. لافتا الى إن الشباب هم عماد الوطن والأساس المتين لصناعة نهضته، وهم الطاقة المتجددة التي تدفع بعجلة التنمية والتقدم إلى الأمام، وان هذا المؤتمر يجسد الإيمان العميق بدور الطالب الجامعي والباحث المبدع، ليس فقط كمتلقٍ للمعرفة، بل كشريك فاعل في إنتاجها ونشرها.

 

وأضاف " إننا نؤمن بأن طلابنا خاصة في مستويات الدراسات العليا، يمتلكون من الطاقات الكامنة والإبداعات الخلاقة ما يؤهلهم للمساهمة الفاعلة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه مجتمعنا، وتقديم رؤى مبتكرة تخدم مسيرة التنمية والبناء".

 

وأوضح الدكتور احمد عوض بن مبارك، إن هذا المؤتمر يمثل منصة فريدة يلتقي فيها الطلبة والباحثين المتميزين داخل الوطن وخارجه، لعرض أبحاثهم ومشاريعهم العلمية، وتبادل الخبرات والمعارف، وبناء شبكات تواصل مثمرة. كما يمثِّل فرصة سانحة لإبراز القدرات البحثية للطلاب، وتحفيزهم على التفكير النقدي والإبداعي، وتعزيز ثقافة البحث العلمي في أوساطهم. كما أنه يمثل حافزاً للمؤسسات الأكاديمية لتوجيه جهودها نحو دعم البحث العلمي الطلابي، وتوفير البيئة المحفزة للإبداع والابتكار.. مؤكدا ان الدولة والحكومة ورغم الظروف الصعبة تولي اهتماماً كبيراً بتطوير منظومة البحث العلمي، وتؤمن بأن الاستثمار في الشباب الباحث هو استثمار في المستقبل.

 

وأكد على تشجيع البحث العلمي، وربط البحث العلمي بالتنمية، من خلال توجيه الأبحاث والدراسات لمعالجة القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع اليمني، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذا تعزيز التعاون العلمي، من خلال بناء شراكات فاعلة بين الجامعات ومراكز البحث العلمي المحلية والإقليمية والدولية، وتبادل الخبرات والمعارف.. مشددا على أهمية الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لدعم الأبحاث العلمية الهادفة إلى معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية وتطوير القطاعات الإنتاجية والخدمية الوطنية.

 

وقدم دولة رئيس الوزراء في ختام كلمته بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر، من لجان تحضيرية وعلمية وفنية، وقيادة الوزارة، ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس على دعمهم وتشجيعهم للبحث العلمي الطلابي.. وخص بالشكر أبنائه وبناته الطلاب والباحثين المشاركين في المؤتمر، فهم النواة الحقيقية لهذا الحدث الهام.

 

من جانبه، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور خالد الوصابي، أن المؤتمر يمثل محطة نوعية وتاريخية تنظم لأول مرة في اليمن، ويهدف إلى إبراز قدرات الطلبة ومواهبهم في مجالي البحث العلمي والابتكار، وإتاحة الفرصة لعرض مشاريعهم أمام الجهات المعنية، للاستفادة منها في مواجهة التحديات الوطنية، وتعزيز ثقافة التواصل والتعاون بين الباحثين الشباب داخل اليمن وخارجه، والارتقاء بمستويات الطلبة البحثية وقدراتهم الإبداعية.

 

وأوضح أن الوزارة أطلقت دعوة المشاركة في المؤتمر منذ منتصف يناير الماضي، حيث تولت لجنة فنية متخصصة استقبال وتقييم المشاركات وفق معايير علمية دقيقة، تلقت خلالها أكثر من 152 بحثاً من داخل اليمن و17 دولة حول العالم، وتم اختيار 58 بحثاً منها للتقديم ضمن محاور المؤتمر الأربعة، والتي تشمل العلوم الإنسانية، والهندسة وتقنية المعلومات، والعلوم الأساسية والبيئية والتطبيقية، والطب والعلوم الصحية.

 

وأشار الوصابي إلى أن التعليم العالي يشكل حجر الأساس للتنمية المستدامة والتقدم في مختلف القطاعات، عبر توظيف طاقات الشباب وتوجيهها نحو البحث العلمي والإبداع. مؤكداً أن الوزارة تعمل من خلال برامجها على تعزيز الإنتاج العلمي في الجامعات، وتشجيع الأساتذة والطلبة على تطوير قدراتهم البحثية، بما يسهم في تحقيق مستقبل علمي مزدهر.

 

كما شدد على أن البحث العلمي والابتكار يعدان من أهم وظائف الجامعات، ولا يمكن تحقيق نهضة حقيقية دون رعايتهما، مشيراً إلى أن الوزارة أطلقت في مارس الماضي التصنيف الوطني للجامعات اليمنية، والذي يعد البحث العلمي فيه أحد أبرز معايير التقييم بنسبة 40 بالمائة.

 

ودعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص إلى دعم الباحثين والاستفادة من مخرجاتهم العلمية، مؤكداً أهمية بناء شراكات استراتيجية مع الجامعات ومراكز البحث العلمي والمجتمع الصناعي، محلياً ودولياً، و أن المؤتمر الطلابي يعد خطوة متقدمة ضمن جهود الوزارة لرفع جودة البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي باليمن.

 

بدوره استعرض البروفيسور عبدالله الذيفاني، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الطلابي العلمي الأول، آليات عمل اللجنة..مشيراً إلى أنه تم وضع أسس منهجية واضحة ومعايير دقيقة لاختيار الفائزين في مسابقة البحث العلمي والابتكار

.

وأفاد الذيفاني أن اللجنة تلقت 152 بحثاً علمياً من 17 دولة، من ضمنها 16 بحثاً لطلبة دراسات عليا من داخل اليمن، تنوعت بين درجتي الماجستير والدكتوراه، رغم التحديات الصعبة التي تمر بها البلاد..مضيفاً أن جميع البحوث خضعت لمراجعة دقيقة وفق شروط المشاركة، وتم تحكيمها بموضوعية ومنهجية عالية، خاصة أن عدداً منها نشر في مجلات علمية مرموقة.. لافتاً إلى أن 58 بحثاً تم اختيارها من قبل لجنة تحكيم تضم 61 عضواً يمثلون مختلف التخصصات المرتبطة بمحاور المؤتمر.

 

ويتضمن برنامج المؤتمر فعاليات متعددة، من بينها تكريم أصحاب البحوث الفائزة، وعرض الابتكارات الأعلى تقييماً، بالإضافة إلى تنظيم معرض خاص بالابتكارات والإبداعات الطلابية بمشاركة نخبة من العقول اليمنية داخل وخارج الوطن.

 

وفي كلمة الجهات الراعية، أكد المهندس طارق بلخشر، المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، أن رعاية المؤتمر تنطلق من إيمان المؤسسة بأهمية دعم البحث العلمي والابتكار، وتشجيع الطاقات الشبابية، وفتح آفاق أوسع أمام الباحثين اليمنيين لعرض إبداعاتهم العلمية، مشيداً بجهود وزارة التعليم العالي في تنظيم هذا الحدث العلمي الكبير، الذي يتزامن مع اليوم العالمي للابتكار، معتبراً أنه يمثل نقلة نوعية في تقدير الإنجازات العلمية، وتعزيز الروابط بين الباحثين والجهات الداعمة للاستفادة من تلك الجهود.

 

تخلل حفل الافتتاح الذي حضره وزراء الصناعة والتجارة محمد الاشول والخدمة المدنية والتأمينات الدكتور عبدالناصر الوالي والصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، ونائب وزير المالية هاني وهاب ونائب وزير الاعلام حسين باسليم وعدد من وكلاء الوزارات، ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية، وعمداء الكليات، وممثلي القطاع الخاص، عرض فيلم وثائقي حول مراحل التحضير للمؤتمر، ونماذج البحوث العلمية والابتكارات لطلبة يمنيين من الخارج، وعقد جلسات علمية تناقش أوراقاً بحثية قدمها المشاركون.

متعلقات