مبعوثة الأمم المتحدة: المؤسسات الليبية فقدت شرعيتها
الثلاثاء 22 ابريل 2025 الساعة 16:36
متابعات

أكدت مبعوثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هانا تيتيه، أن جميع المؤسسات السياسية في البلاد قد تجاوزت المدد القانونية لولايتها، معتبرة أن هذا الوضع أفقدها شرعيتها.

 

ودعت تيتيه القادة الليبيين إلى تحمل مسؤولياتهم وتمكين الشعب من اختيار قيادته عبر صناديق الاقتراع، مبينة أن البعثة تعمل على إعداد خارطة طريق جديدة تهدف إلى إنهاء المرحلة الانتقالية الطويلة، وذلك من خلال تنظيم انتخابات وطنية تؤدي إلى تشكيل حكومة تحظى بتفويض شعبي واسع.

 

وشددت على أن هذا المسار أصبح ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات السياسية والأمنية، وعلى رأسها الانقسام القائم بين شرق البلاد وغربها، معتبرة أن المشهد السياسي الليبي يشهد حالة من التشظي على مستوى المؤسسات.

 

وأشارت إلى وجود تباين واضح في المواقف بين القوى السياسية في الغرب والشرق. ففي غرب ليبيا، يرى المسؤولون ضرورة التوافق أولًا على صياغة الدستور وتوحيد المؤسسات، لا سيما الهيئات المشرفة على العملية الانتخابية. بينما يعتقد عدد من الفاعلين السياسيين في شرق البلاد أن تشكيل حكومة جديدة يجب أن يكون أولوية تمهيدًا للذهاب إلى الانتخابات.

 

وأضافت أن الانتخابات ينبغي النظر إليها كوسيلة لتأسيس سلطة شرعية مستقرة قادرة على اتخاذ قرارات تمثل الشعب، لا كغاية سياسية بحد ذاتها، موضحة أن أكبر العقبات حاليا تتمثل في الانقسام داخل المؤسسات السيادية، وبشكل خاص مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. ولفتت إلى أن المجلس الأعلى يعاني من أزمة قيادة داخلية أثرت بشكل مباشر على أدائه وفعاليته.

 

كما كشفت المبعوثة الأممية عن استمرار التواصل بين بعثة الأمم المتحدة والجيش في شرق البلاد، وكذلك مع حكومة الوحدة الوطنية في غرب ليبيا. وأكدت اعتراف البعثة بتأثير الجماعات المسلحة في المشهدين السياسي والأمني، مشيرة إلى أن بعض هذه الجماعات لا ترى مصلحة في إجراء الانتخابات، وهو ما يستدعي الإنصات إلى مخاوفها والعمل على معالجتها لضمان مشاركتها الإيجابية في العملية السياسية.

 

وشددت تيتيه على ضرورة توحيد المؤسسات الأمنية، وعلى أهمية أن يدرك جميع الفاعلين، خاصة أولئك المشاركين في جهود التوحيد، أنهم يعملون من أجل دولة موحدة تقودها سلطة منتخبة وشرعية.

 

وفي الجانب الاقتصادي، أكدت أن ليبيا تملك موارد طبيعية ومالية كبيرة تؤهلها لتأمين حياة كريمة لشعبها، إلا أن سوء إدارة المال العام يشكل عائقًا أمام ذلك. وأبدت استعداد الأمم المتحدة للتعاون مع مختلف الأطراف في الشرق والغرب، من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن ميزانية موحدة تسهم في توحيد المؤسسات وتحسين جودة الخدمات العامة.

 

واختتمت المبعوثة الأممية تصريحاتها بالتأكيد على أن ليبيا تمتلك المقومات التي تجعلها لاعبًا سياسيًا واقتصاديا فاعلا في شمال إفريقيا. ودعت مجلس الأمن إلى توحيد مواقفه لدعم المسار السياسي، مشددة على أن وحدة المجلس الدولي تسهم في تقليص فرص المناورة أمام الأطراف المتشددة، وتدفع نحو تنفيذ خارطة الطريق والتوجه نحو الانتخابات "عاجلا وليس آجلا".

 

 

المصدر: RT

 

 

متعلقات