نفى خبير شؤون الأمن القومي المصري، الكاتب الصحفي بأخبار اليوم، محمد مخلوف، قيام الدولة المصرية باتخاذ أي إجراء سلبي تجاه دير سانت كاترين.
ولفت إلى أن الشائعات التي جرى تداولها في هذا الشأن عبارة عن أكاذيب ومؤامرة للفتنة والعبث بالعلاقة التاريخية الوطيدة الممتدة عبر قرون من الزمن بين مصر واليونان وشعبيهما الصديقين، وأحبطت القيادة السياسية المصرية متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، هذه المؤامرة في مؤتمر صحافي على الهواء مباشرة أمام العالم أجمع خلال لقائه بالرئيس اليوناني يوم 7 مايو الماضي.
وأكد محمد مخلوف، في تصريحاته أن الحكم القضائي الصادر مؤخراً، البعض فسره بشكل خاطئ أو ربما بما يخدم مؤامرة الفتنة بين الشعبين المصري واليوناني، موضحاً أنه بمراجعة نص الحكم تتضح الحقيقة، المتمثلة في عدم المساس على الإطلاق بدير سانت كاترين والأماكن الأثرية التابعة له وقيمته الروحية ومكانته الدينية والمقابر التابعة للدير، كما يعد هذا الحكم القضائي هو المرة الأولى التي يتم فيها تقنين أوضاع الدير وتأكيد الحفاظ على مكانته المقدسة.
وأشار مخلوف إلى أنه على الرغم من وجود بعض المواقع الإضافية التي تم التوقيع على عقود بشأنها مع السلطات المحلية رغم أنها تعد من المحميات الطبيعية، إلا أنه حرصا على القيمة الروحية والمكانة الدينية الرفيعة للدير، فقد أقر الحكم القضائي باستمرار السماح لرهبان الدير بالانتفاع به وبالمناطق الدينية والأثرية بالمنطقة، لكن الحكم القضائي أشار إلى وجود بعض المناطق النائية من المحميات الطبيعية البعيدة تماما عن الدير وغير المأهولة والتي لم يثبت أي أوراق حيازة أو ملكية، وبالتالي تعتبر أراضي تابعة للدولة.
وشدد مخلوف على أن هذه الشائعات تتعارض مع ثوابت السياسة المصرية التي تحترم التعدد والتنوع الديني والثقافي، مدللاً على ذلك بواقعة إعادة تطوير وبناء 65 كنيسة التي قامت بحرقها العناصر الإرهابية في مصر عقب ثورة 30 يونيو عام 2013، بالإضافة إلى إنشاء دور عبادة للمسلمين والمسيحيين في المجتمعات الجديدة، مؤكداً على احترام الدولة لجميع الأديان.
وأشاد محمد مخلوف بجهود الدولة المصرية في تطوير منطقة الدير التاريخية، مؤكداً أن مشروع "التجلي الأعظم" بسانت كاترين سوف يكون الأهم في تاريخ مصر، حيث تصل تكلفته لحوالي 4 مليارات جنيه وسيكون بمثابة مقصد عالمي للزائرين من شتى بقاع الأرض، وسيساهم في جذب أكثر من 2 مليون سائح، ويهدف إلى إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار وتنمية المدينة ومحيطها مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر هناك.
المصدر: RT