في خطوة تعيد الأمل لملايين اليمنيين، يبرز مطار المخا الدولي كمنفذ استراتيجي وإنساني واقتصادي طال انتظاره، ليس لسكان محافظتي تعز والحديدة فحسب، بل لمختلف المحافظات اليمنية.
ويمثل افتتاح مطار المخا نافذة جديدة نحو العالم، تتيح فرص السفر للعلاج والعمل، وتخفف من أعباء التنقل الطويل وتكاليف السفر الباهظة التي أثقلت كاهل المواطنين خلال سنوات الحرب الحوثية، وما خلفته من عزلة قاسية فرضتها المليشيا بتقطيعها لأوصال اليمنيين.
وتكمن أهمية المطار في كونه مشروعًا خدميًا وتنمويًا واقتصاديًا يعزز من حركة التنمية والتجارة، بعد أن حولت المليشيا الإرهابية مطار تعز الدولي في الحوبان إلى ثكنة عسكرية ومنصة لإطلاق الصواريخ باتجاه المدنيين وتهديد ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
- تدشين أولى رحلات اليمنية
وفي 2 نوفمبر الجاري، دشنت الخطوط الجوية اليمنية أولى رحلاتها الجوية عبر مطار المخا، وذلك بنقل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الفريق الركن طارق صالح للمشاركة في مؤتمر كوب30.
وسبق التدشين خطوات رسمية في تجهيز المطار، وفقًا للمواصفات والمعايير الدولية، مع العمل على تهيئته لاستقبال وتسيير الرحلات الدولية، وفي ديسمبر 2021، حصل مطار المخا على رخصة التشغيل المحلية من وزارة النقل في الحكومة اليمنية، ليمهد ذلك الطريق أمام استكمال الخطوات الفنية والإدارية اللازمة.
وفي أغسطس 2023، نال المطار الكود الدولي من منظمة الطيران المدني العالمية (إيكاو - ICAO)، لتبدأ بعدها التجهيزات النهائية للتشغيل واستكمال إجراءات تعيين الكادر الوظيفي من قبل الهيئة العامة للطيران ووزارة النقل.
- بارقة أمل
يقول الناشط الحقوقي رياض الدبعي، في حديثه لـ"وكالة 2 ديسمبر"، إن تشغيل مطار المخا الدولي يعد بارقة أمل لملايين اليمنيين، خصوصًا في المحافظات الجنوبية والغربية، بعد سنوات من العزلة والمعاناة بسبب حرب مليشيا الحوثي.
وأضاف الدبعي، أن المطار ليس مجرد مرفق مدني، بل مشروع إنساني واستراتيجي في آنٍ واحد، وأن تشغيله سيسهم بشكل مباشر في تخفيف معاناة المرضى الذين يضطرون للسفر مئات الكيلومترات للوصول إلى مطارات بعيدة لتلقي العلاج في الخارج.
كما سيساعد -وفقًا للحقوقي الدبعي- في نقل المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية بسهولة وسرعة إلى المناطق المنكوبة، ويُعيد شريان الحياة إلى مدينة المخا ومحافظة تعز.
من جهته يقول الصحفي معتصم الجلال، إن تشغيل مطار المخا الدولي يعد حلماً لملايين السكان سواءً في محافظتي تعز والحديدة أو المناطق الأخرى، فهو النافذة التي سيطلون من خلالها إلى العالم إما للسفر لأجل العمل أو العلاج، وهو أيضاً نافذة إضافية للتخفيف من عبء الانتظار وتكاليف التنقل.
- خطوة سيادية مهمة
ويضيف الجلال لـ"2 ديسمبر"، أن مطار المخا سيمثل حال جدولة الرحلات فيه التقاءً لليمنيين وتوجهاً نحو توحيد الصفوف لاستعادة الدولة، فالبناء والتحديث دائماً ما ينعكس على التفكير الجدي نحو الخلاص من الكهنوت الذي كبل المدن والمناطق بالحرمان والقمع ونهب كل سبل تقدمها.
وحول الأهمية الاستراتيجية لتشغيل المطار الساحلي، يؤكد الدبعي أن تشغيله يعد خطوة سيادية مهمة في ظل استمرار سيطرة مليشيا الحوثي على مطار تعز الدولي وتحويله من منشأة مدنية إلى منصة عسكرية لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للملاحة الدولية ولسمعة اليمن.
لذلك تشغيل مطار المخا سيؤكد أن هناك دولة تعمل ومؤسسات تُبنى، وسيعيد جزءًا من السيادة الوطنية التي صادرتها المليشيا، كما سيفتح آفاقًا جديدة للتجارة والسياحة والاستثمار، ويجعل من الساحل الغربي محورًا للتنمية والاستقرار. بحسب الدبعي.
وفي هذا الجانب يتفق الجلال مع الدبعي ويؤكد أنه أصبح لتعز نافذة أمل وعودة لسيادة مينائها الجوي بعد أن عملت مليشيا الحوثي على تعطيل مطارها الدولي في الحوبان واستخدامه لأغراض عسكرية لاستهداف المدنيين وأيضاً السفن التجارية في البحر الأحمر.
- كسر العزلة الجوية
ترى الصحفية والناشطة المجتمعية شيماء رمزي، أن محافظة تعز تعيش منذ سنوات في عزلة جوية، لذا بتشغيل مطار المخا الدولي يضعها على خريطة العالم، ما سيزيد من فرصها الاستثمارية والتجارية، ويحقق للمحافظة التنمية المستدامة التي تستحقها،
وبافتتاح مطار المخا، تقول شيماء لـ"2 ديسمبر"، إنه سيساهم في نقل تعز كمحافظة من الغياب المحلي، إلى مسار الرحلات الدولية، وهو المطار الذي سيسهل على أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة التنقل والسفر، كما سيخفف من أعباء المرضى والمسافرين لعدة أغراض، وسينهي حقبة طويلة من التبعية في النقل، ليؤسس لمرحلة القيادة والتنافس مع المراكز الرئيسية للنقل، محلياً ودولياً.