أفرجت السلطات التونسية، يوم امس الخميس، عن المحامية والإعلامية البارزة سنية الدهماني بعد عام ونصف العام من مكوثها في السجن.
وذكرت وسائل إعلام عدة أن قرار الإفراج عن الدهماني (60 عاما) جاء "بأمر من وزارة العدل" لفائدة الدهماني الملاحقة في عدد من القضايا على خلفية تصريحات انتقدت فيها "ممارسات عنصرية" ضد المهاجرين في تونس.
وتمت ملاحقة الدهماني في عدد من القضايا على خلفية تصريحات عبر برامج إذاعية وتلفزيونية انتقدت فيها العنصرية في تونس، وأدينت ثلاث مرات على الأقل خلال الأشهر الأخيرة.
وتعتبر الدهماني واحدة من الأصوات البارزة المدافعة عن الحريات في تونس، وأثار اعتقالها موجة تضامن واسعة محليا ودوليا من محامين ونشطاء في المجتمع المدني قالوا إن "القضية ذات بعد سياسي".
وفي 11 مايو 2024، أوقف عناصر ملثمون من الشرطة سنية الدهماني خلال بث مباشر أمام عدسات الكاميرات داخل مقر عمادة المحامين في العاصمة تونس.
وفي يونيو الفائت، حكم عليها بالسجن عامين على خلفية تصريحات في برنامج إذاعي أشارت فيها إلى وجود مقابر وحافلات مخصصة للمهاجرين من جنوب الصحراء في بعض المناطق التونسية.
وتلاحق الدهماني في خمس قضايا على خلفية تصريحات أو منشورات إعلامية. .
واستندت هذه الملاحقات القضائية إلى "المرسوم 54" لمكافحة نشر "الأخبار الكاذبة" الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 وندد به المدافعون عن حقوق الإنسان.
وقبل أن تتلقى حكما جديدا بالسجن لعامين إضافيين في يونيو، كانت تقضي حكمين بالسجن لـ26 شهرا على معنى "المرسوم 54".
وحكم عليها بالسجن 18 شهرا لاستهزائها بتصريحات حول نيّة مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء الاستقرار في تونس في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة في البلد، خلال برنامج إعلامي في مايو 2024، حيث تساءلت بسخرية خلال أحد البرنامج "عن أي بلد استثنائي نتحدث؟".
ومؤخرا منحت لجنة حماية الصحفيين جائزة حرية الصحافة الدولية لعام 2025، وذلك بتاريخ 20 نوفمبر 2025، للمحامية والإعلامية التونسية سنية الدهماني، "تقديرا لدفاعها عن حقوق الإنسان والحريات المدنية"، وفقها.
وأوضحت اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، في بيان أنها اختارت الدهماني لنيل الجائزة هذا العام إلى جانب أربعة صحفيين من الصين والإكوادور وقيرغيزستان، مشيرة إلى أن سنية الدهماني "تواجه حكما بالسجن على خلفية تهم مرتبطة بمعارضة الدولة، بعد انتقاداتها للعنصرية في تونس".
وسبق أن طالبت منظمات حقوقية تونسية ودولية في مناسبات عديدة، بالإفراج عن الدهماني وإسقاط التتبعات ضدها، معتبرة أن "تصريحاتها الإعلامية تندرج في إطار حرية التعبير"، وفقها.
المصدر: RT + وكالات