إسماعيل الفائق
"كورونا بـ قاف الحقيقة_وكافُ الكَذِب ـين"
الثلاثاء 9 يونيو 2020 الساعة 22:46


-كورونا حقيقةٌ أمِ إفتعال..!آ 
وما حقيقةٌ كخيال ، البحر بحرٌ وإن لم تُمطِر سماؤة.
ما القصة..!؟آ 
هل يمكننا الجزم أن كورونا لعبةٌ سياسية..!آ 
أم أنه وباءٌ عالميٌ عجِزت البشرية عن مواجهتة..!آ 
أم أنه بين هذا وذاك..وباءٌ حقيقي تم إستخدامهُ واللعبَ به سياسياً في حربٍ باردةٍ ضحاياها بالآلاف..!
ما السرُّ في إنزلاق الكثير من الناس وراء نظريات المؤامرة..؟
وهل حقاً تبدو الصورة الصادمة لفيروس كورونا على أنه حربٌ بيولوجيةٌ جرثومية..!!
في هذا المقال سنُزيح الستار عن كثيرٍ من الحقائق ونُجيب على هذه الأسئلة بدراساتٍ واستدلالاتٍ علمية وقرءآتٍ من الواقع.

"كورونا قاف الحقيقة وكاف الكذب"
إسماعيل الفائق....⁦✍️⁩

-في نهاية العام 2019م وتحديداً في أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول من نفس العام ، ظهر ولأول مرةٍ في مدينة ووهان الصينية ، فارِداً أجنحتةُ ومتوشحاً سيفه مُتجهاً نحو البشر ، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً في 30 يناير 2020م أن تفشي وباء فيروس كورونا المستجد يُشكلُّ حالة طوارئ صحية تبعث على القلق ، وبعد شهرٍ ونيّف في الـ11 من مارس أعلنت المنظمة أن الفيروس يُمثل جائحةً ووباءً عالمي.
تم الإبلاغ عن أكثر من 3,5 مليون ونصفآ  أصابة بالفيروس في أكثر من 188 دولة حول العالم ، وما يقارب الـ245 ألف وفاة حتى شهر يونيو 2020م ، هذا وقد بلغ عدد المتعافين منه ما يقارب الـمليون شخص.
قيِل أن مصدرهُ الخفافيش كما أكد ذلك خبير سلامة الغذاء وأمراض الحيوانات في منظمة الصحة العالمية "بيتر بن امبارك" قائلاً أنه ومن الممكن أن ينتشر بين القطط أيضاً.

-كورونا هو عبارة عن سلالةٍ واسعةٍ من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان ، وهي فيروساتٌ تسبب أمراضاً تنفسية تختلف في حدتها من فيروس إلى آخر ، كمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" والذي يعتبر ذو حمضٍ نووي ريبوزي مفرد الخيط إيجابي الإتجاة ظهر في العام 2012م وتم الابلاغ عنه من أكثر من 21 دولة حول العالم ، وكذا المتلازمة التنفسية الحادة "سارس" والذي ظهر لأول مرةٍ في الصين في نوفبمر 2002م ، والآن ما أُطلِق عليه علمياً "كوفيد19" وهو مرض معدٍ يسببة آخر فيروس من سلالة فيروسات كورونا بحسب ما أفادت به منظمة الصحة العالمية.

-فيما يُبدي أحد نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي إستغرابهُ ببعض الأسئلة وعلامات التعجب قائلاً: "هل حقق فيروس كورونا مبتغاه..؟ ركودٌ اقتصادي يقابله غلاء أسعار ، إنهيار دولٍ بكاملها ، تراجعٌ غير مسبوق بأسعار النفط والأسهم والبورصة ، وهل اللقاح موجود لدى إحدى الدول ولم يكشفوا عنه بعد..لتمرير صفقةٍ ما ، أو مؤامرةٍ دولية..؟"

-في خِضَّم كلِّ هذه الأحداث التي أفزعت العالم ، وأحدثت ضجةً مصحوبةً بكثيرٍ من القلق والخوف والرعب بسبب فيروس كورونا المستجد ، والذي كشّر عن أنيابة وأخذ في التقام الكثير من الناس في دول العالم بشقية النامي والمتقدم ، وعجزت حكومات هذة الدول عن إيجاد لقاحٍ أو دواء لهذا الفيروس حتى الآن..
تظهر مجموعةٌ من الناس ليست بالقليلة تعتقد وتتحدث عن أن هذا الفيروس صناعةٌ وحربٌ جرثوميةٌ بيولوجية رغم ما يكتنف العالم من موتٍ وبالجملة.

-نظرية المؤامرة هي أن تشعر أن كلَّ شيءٍ يحدث من حولك..عبارةٌ عن خطةٍ شريرةٍ تستهدفُك بسوء ، تُعدُّ نوعاً من آليات الدفاع اللاواعي ، تؤدي بالشخص إلى إنكار الأسباب الفعلية للأحداث الكبرى ، وإلصاق التهمة بشخصياتٍ أو تنظيمات تُعِدُّ خططاً جهنميةً في السرّ مثل العمليات الإرهابية والكوارث الطبيعية والاغتيالات السياسية وغيرها من الأحداث التي تتجاوز التفكير والمنطق.
آ 
-فرضيات المؤامرة طفت للعلن بعد أن صرَّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بأن «الجيش الأميركي ربما يكون قد نقل (كوفيد - 19) إلى مدينة ووهان الصينية».
آ إتهاماتٌ كررَّها حتى المرشد الإيراني في تغريدةٍ قائلاً: «فيروس (كورونا) بناءً على الأدلة قد يكون هجوماً بيولوجياً».
آ ليرُدّ عليه وزير الخارجية الأميركي: «كان عليك منع الطيران إلى ووهان الصينية ، وعدم سجن مَن تحدث عن الأمر».

-ومن جانبه..خصَّصَ الإعلام الروسي مساحاتٍ واسعة لاتهام أميركا والرئيس ترامب بالوقوف وراء «نشر الفيروس»، قائلاً إن «سلالة فيروس (كورونا) الصيني مخلّقة صناعياً ، وأن المخابرات الأميركية وكبرى شركات الأدوية تقف وراء ذلك»

-كلُّ هذه الإتهامات والتلاسُن بين أطراف الصراع تأتي دون دليل مقنع ، سِوى الإستشهاد بفيلمٍ سينمائيٍ أميركي عُرِض عام 2011م ، وهو فيلم «Contagion»، من إخراج ستيف سوديربيرغ ، تحدث قبل سنوات عن كارثةٍ مشابهة ، حيث أظهر الفيلم الخفافيش ، مُعتبراً أنها أصل تفشي الفيروس.
وكذا وِفق تنبؤاتٍ ماضية منذ سنين في محاولةٍ لتأطير وبلورة كلِّ ما يحدث في زاويةٍ واحدة وهي المؤامرة.

-يعتقد أصحاب هذه النظرية عن فيروس كورونا المستجد كما يعتقدون على غيرة من الأحداث الكبرى بأنه مؤامرةٌ وحربٌ بيولوجيةٍ جرثومية بين أطراف الصراع العالمي ومنها أمريكا والصين.
كما لا تتوقف المواقع الاجتماعية عن نشر نظريات المؤامرة حول كورونا ، معتمدةً على مواقع ومصادر غير موثوقة ، وحتى على تصريحات مسؤولين في إطار حروبٍ إعلاميةٍ فقط.
في ذات السياق وفي محاولة للملمة بعض الاوراق وإقناع أنفسهم بنتائج ليست من الواقع في شيء ، يستمر معتقدي نظرية المؤامرة في الحديث عن كورونا قائلين: أن هناك تدخلاً بشرياً لتسريعه أو حتى لتصنيعه.

-ولعلّ منآ  أشهر نظريات المؤامرة حول كورونا ما قيل:
ليس هناك فيروس ، بل تداعيات إطلاق الجيل الخامس من الانترنت ، بحجة أن هذا الجيل يطلق أمواجاً كهرومغناطيسية ، تتسَبَّبُ في أعراض تشبه أعراض الانفلونزا ، بالرغم من تواجدها في كثير من دول الغرب قُبيل إنتشار فيروس كورونا بمدةٍ من الزمن الأ أن هذه الدول لم تصرح البتة بهكذا شيء ، وكذلك لو اعتقدنا بصحة هذة النظرية وأن أمواجاً كهرومغناطيسية تنتشر بسبب الجيل الخامس من الانترنت وتُسبِب أعراضاً كالإنفلونزا..!! فكيف تكون معدية..!!!
دراساتٌ كثيرةٌ أُجرِيت في هذا الصدد محاولةً الوصول لنتيجةٍ تثبت حقيقة هذا الكلام ولكن دون جدوى ، فليست هذه الحقيقة الوهمية المتبَّعة سوى شماعًة يتمسك بها هؤلاء ، ويحاولون بذلك إقناع أنفسهم ومن حولهم بصدقها.

-لكن في المقابل وعلى الرغم من وجود الكثير من التناقضات المتعلقة بفيروس كورونا والتي تُدِّعِم نظرية المؤامرة ، إلا أن هذا لا يُفضي إلى الركون والإستهتار بقضيةٍ لا يوجد في نهايتها سِوى الموت.

-كُبرى شركات الأدوية في العالم وأضخم مختبرات الطب ومراكز بحوثٍ تُعَدُّ الابرز بين مثيلاتها ، ما زالت ولا تزال تُجري الكثير من البحوث حول فيروس كورونا المستجد ، ولم تجد له لقاح أو علاج البتة..فهل هذا كله يقودنا لتفكيرٍ غيرِ منطقي في أن الفيروس إما خُدعة..! أو قد تم إكتشاف وإيجاد العلاج ويجري إختزاله واللعب به سياسياً والإحتفاظ به كورقةٍ رابحةٍ ستغير مراكز القوة في العالم..!

-ليس لنا من القول شيء ، ولن تكون نظرية المؤامرة دافعاً لنا للتقليل من خطر هذا الفيروس حتى وإن سلّمنا بحقيقتها ، فمن ينظر لموت الآلافٍ من البشر يومياً وهو يملك الدواء ، لن يكون رحيماً رؤوفاً بمدركي الحقيقة والفاهمين للقصة مهما كان.

-وكذلك فالسخرية والتهُّكم من نظرية المؤامرة وأصحابها بل وحتى الاستخفاف بها لا يُدحضها ، بل يجعلها مُعلّقةً ومحل شكٍ أو يقين ، لحين دحضها أو إثباتها ضد الصين أو أميركا أو حتى إلصاقها بطرفٍ ثالثٍ يُدير اللعبة من بعيد.
ولكن يبقى الأمل يلوح في الأفق في ظلِّ عدم تسجيل حالاتٍ جديدة في ووهان ، البؤرة الأولى لإنتشار فيروس كورونا ، مما يجعل إمكانية رؤية الضوء في نهاية نفق «كورونا» بارقة أملٍ في الخلاص منه.

-وفي كلا الحالتين (مؤامرةٌ أم وباء) فعلى المجتمعات والشعوب الحيطة والحذر ، فإن كان وباء ألجمناهُ وحاصرناه ، وإن كان مؤامرةً فلا يجب أن نُعين أصحابها وفاعليها علينا وهذا ما يتمنونه.

-لا ننعِقُ بما لا نسمع ، ولا نؤمن بما لا يستقيم مع العقل والمنطق ، ولا نُجازف وفُقَ تنبؤاتٍ وظنونٍ تتصادم مع العقل والواقع والحقائق العلمية ، لن نَجزِم بأن كورونا المستجد وباءٌ وجائحة ، وكذا لنْ نفصِح عن مؤامرةٍ عميقةٍ تطفو بعض اماراتها على السطح ، علينا أن ننظر للبعيد ، وأن نتخيل العواقب ونتائج ما نؤمن به ونعيشه ، ويبقى الالتزام والاحترازُ من فيروس كورونا الوباء والمؤامرة هو خط الدفاع الأول للمحافظة على أنفسنا ومجتمعاتنا ، وكذالك فزوال وإنتهاء هذا الفيروس يظلُّ مرهوناً بوعيِ المجتمعات والشعوب.

آ -ختاماً فكورونا المستجد (كوفيد 19) يبقى محلَّ شكٍ وتذبذبٍ بين قافِ الحقيقةِ وكافُ الكَذِب ، وإن كان كَذِباً فكلُّ الذين اتخذوا من جِراحِك مَرقَصاً ، سيُقيمُ الله فوق حُطامِهم أفراحَك..!
"________________

#إسماعيل_الفائق⁦✍️⁩...

اقرأ أيضاً