علوي الباشا بن زبع
يومٌ حزين… وواقعٌ محزن.
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 الساعة 08:57

في ذكرى انتفاضة 2 ديسمبر 2017م نترحّم على روح الشهيد المناضل الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية الأسبق، وعلى رفيق دربه المناضل الشيخ عارف عوض الزوكا، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، وعلى رفاقهم من شهداء انتفاضة الكرامة والتضحية.

ونترحّم كذلك على كل شهداء الثورة والجمهورية والدفاع عن الحرية والكرامة والأرض والعِرض في كل بقاع وطننا العزيز.

 

حكم الرئيس صالح اليمن لما يربو على ثلاثةٍ وثلاثين عامًا، استطاع خلالها أن يدير الحالة اليمنية المعقّدة باحتراف وتسامح وصبر؛ أو كما كان يصف قيادة اليمن بأنها “رقصٌ على رؤوس الثعابين”.

 

وفي هذا اليوم نتذكر مشهد ميدان السبعين في كل عيد ثورة في عهده، وهو يقف وعلى يمينه ويساره كبار زعماء اليمن وقادته ومفكريه ورجال أعماله، ومن خلفه قادة وأعضاء مؤسسات الدولة وممثلو قبائل اليمن وشرائحه المجتمعية الكريمة، وفي مقدمتهم الرؤساء السابقون: السلال، الإرياني، النعمان، والعيني.

لم يكن ذلك المشهد إلا لوحةً يمنية ناصعة تجسّد تنوعنا السياسي والعسكري والقبلي والمذهبي والإثني. ولو لم يكن للرجل إلا تذكّر تلك المشاهد الجامعة لكفاه شرفًا.

 

كان الزعيم صالح رمزًا للتسامح واستيعاب الآخر مهما كانت الجراح والمخاوف، ولم نُدرك قيمة هذه الخاصية إلّا عندما رأينا الاحتفالات في ميدان السبعين وغيرها—في المناطق المحررة وفي تلك التي ترزح تحت قبضة الحوثيين—وقد صُبغت بلونٍ واحد واصطفافٍ حزبي وأيديولوجي واضح، في بلدٍ دمّره الانقلاب الحوثي، ومزّقته الأجندات الحزبية، وتكالبت عليه المحسوبيات، وجماعات الفساد، والاستخفاف بالآخر.

 

نشعر بالمرارة في هذا اليوم ليس لأننا خسرنا نظامًا مثاليًا، ولا لأننا فقدنا حليفًا سياسيًا؛ فقد عشنا تلك المرحلة مُبعَدين ومحارَبين ودفعنا ثمنها، ودفعت أسرُنا قبلنا أثمانًا أكبر، ولسنا نادمين على مواقف اتخذناها حينها؛ فذلك كان قدر الرجال وطبيعة المراحل.

لكن مرارتنا الحقيقية أننا اليوم لا نجد في احتفالات بلادنا ما يعيد مشهد منصة السبعين، ولا ما يستعيد تلك الروح الجامعة التي كانت تتّسع لكل اليمنيين.

 

رحم الله شهداء الوطن الأبرار من المناضلين الكبار والمقاتلين الأخيار، ونسأل الله أن يفرّجها على البلاد والعباد، وأن يخرج اليمن من هذا الواقع المحزن.

 

رسالة أخيرة:

التاريخ لا تكتبه المهرجانات ولا الخطب، ولا البرزات والمحاصصات، ولا الأحقاد الصغيرة أو شطب المخالف من المعادلة.

 

التاريخ يكتبه الكبار… الذين يتصرفون بحجم الوطن، ويُعلّمون دوائرهم القريبة وأحزابهم المتنفذة كيف يُصان التنوّع الوطني الكبير، وكيف تتّسع الميادين والمنصات والمواقع لكل هذا التنوع اليمني العظيم، في وطنٍ وشعبٍ أكبر من كل المراحل والأجندات.

اقرأ أيضاً