خالد الرويشان
بن دغر .. إعادة اعتبار .. لكنها لاتكفي!
الخميس 24 اكتوبر 2019 الساعة 15:34
قرار تعيين الدكتور أحمد بِن دغر مستشارًا للرئيس قرارٌ صائب! لكن ذلك لايكفي!
جامل الرئيس هادي الإمارات قبل سنة حين أقال رئيس وزرائه بن دغر فجأةً
وزاد بأن أحاله للتحقيق في حماقةٍ لاسابقة لها في تاريخ اليمن المعاصر!
كان الرئيس هادي يريد وُدّ الإمارات ولو على حساب أقوى وأذكى رجاله!
لكن القرار كان حماقةً كبرى إذْ لايمكنك أن تغتال أحد أهم قادتك فجأةً فيما أنتما في قلب المعركة تقاتلان معًا!
والكارثة أنك تفعل ذلك مجاملةً لخصمك!
خصمك الذي أسال دمك وشجّ رأسك .. شجّ رأس البلاد!
سنكتشف بعد ذلك أن الدولة غادرت عدن مع بِنْ دغر وليس بعده!
فما هي إلاّ بضعة أشهر حتى سقطت عدن في يد الإمارات وأعوانها وبقوة السلاح.. وتمت السيطرة على قصر معاشيق الرئاسي!
وتم طرد الحكومة .. والدولة بكاملها!
ياللمقادير!
ولا يبدو أنّ أحدًا تعلّم أو يريد!
بل إنّ أحدًا لم يعتذر لبن دغر الصامت الجريح وبعد كل ما حدث!
ومثل ذلك حدث مع عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق الذي بتنا متأكدين الآن أنه أقيل بضغطٍ من الإمارات والسعودية معًا
بِنْ دغر السياسي المحنّك لم يغيّر مواقفه قيد أنملة بعد إقالته!
وذلك عكس سلفه بحّاح الذي غيّر مواقفه 180 درجة من الرئيس والشرعية بعد مغادرته رئاسة الحكومة!
حقًا .. الرجال مواقف!
ولكن يبدو أننا لسنا في زمن الرجال ..ولا المواقف أيضًا!
الكارثة أن الرئيس لايستمع لمستشاريه!
والأرجح أنه لا يريد رؤيتهم أساسا!
والمفروض أن الدولة في ظروفها الراهنة غرفة عمليات لاتنام!
أخشى أنه لم تعد هناك من غرفة في الواقع!
ثمة جُبٌ صامتٌ مظلم
والكل فيه أموات!