بقلم / منصر محمد جميع الخضر
ثورتي سبتمبر وأكتوبر نضال مشترك بين الجنوب والشمال
الخميس 26 سبتمبر 2024 الساعة 00:01

 

عندما أفكر في العلاقة بين ثورة 26 سبتمبر في الشمال وثورة 14 أكتوبر في الجنوب، أجد أن الفرق بينهما واضح، ولكنهما متكاملتان في نضالهما ضد الظلم والاستبداد.

 

ثورة 26 سبتمبر كانت موجهة ضد الإمامة التي قيدت حياة الناس في الشمال لعقود. كان هدفها تحرير الشعب من نظام ظالم ومغلق. أبناء الشمال ثاروا لاستعادة حقوقهم وبناء نظام جديد يقوم على الحرية والعدالة.

 

الكهنوت، الذي تمثله الإمامة، كان يعتمد على الدين كمصدر للسلطة، مما جعل الأئمة يدعون أنهم يمثلون إرادة الله على الأرض. كانت هذه السلطة الدينية تمثل استبدادًا حقيقيًا، حيث فرضت قيودًا صارمة على الفكر والعلم، وتسببت في تخلف اجتماعي كبير، إذ لم تكن هناك محاولات حقيقية للتطوير أو التحديث، مما أثر سلبًا على حياة المواطنين.

 

في الجنوب، كانت المعركة ضد الاستعمار البريطاني الذي احتل الأرض واستغل مواردها. لم يكن الهدف إسقاط نظام داخلي، بل التخلص من المحتل الأجنبي واستعادة السيطرة على الوطن. أبناء الجنوب قاوموا المستعمر بشجاعة واستعداد للتضحية. كان الاحتلال البريطاني يسعى لتحقيق مصالحه من خلال استغلال الموارد الطبيعية والاقتصادية في الجنوب، مستخدمًا القمع العسكري لإخماد أي معارضة، مما زاد من حجم المعاناة.

 

على الرغم من اختلاف العدو، إلا أن الثورتين كانتا جزءًا من نضال مشترك. كل ثورة دعمت الأخرى، وكل مقاومة كانت تستلهم من الأخرى. الشماليون دعموا الثورة في الجنوب، والجنوبيون كانوا يرون في نجاح ثورة الشمال دفعة معنوية لتحقيق تحررهم.

 

إن رجال الأوفياء في كلا الجبهتين لم يتوانوا عن التضحية، وكانوا يقاتلون من أجل الوطن والحرية. ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر، رغم اختلاف الظروف، كانت كل واحدة مكملة للأخرى، لتثبت أن الكفاح ضد الكهنوت والاحتلال كان واجبًا وطنيًا، وأن الحب للوطن والدفاع عنه يظل الدافع الرئيسي الذي يقودنا نحو النصر.

 

أن التاريخ يعلمنا أن كل انتصار يُحقق بتضحيات عظيمة، وأن الأمل يبقى معقودًا على الأجيال القادمة. لذا، علينا جميعًا أن نستمد القوة من تجارب أبطالنا، ونعمل بكل جد وإخلاص لبناء وطن يعكس طموحاتنا ويحقق أحلامنا. في النهاية، يجب أن نعي أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، 

 

*ولن ترى الدنيا على أرضي وصيا*

اقرأ أيضاً