خمس سنوات عجاف .
غمدان ابواصبع
خمس سنوات عرفها الشعب بالسنوات العجاف فقر وجهل ومرض يصاحب اليمني طيلة هذه السنوات التي اظهرت حقيقة مفهوم الدولة والسلطة والشعب .
فلا دولة صانت مؤسساتها ولا سلطة فرضت وجودها ولا شعب غير موازينه ورفض العابثين فسكن السلام جوانبه مستسلمآ لوضع بائس وحياة مملة ولأول مرة في حياتي افهم معنى ما قصد به. الشاعر ،،اذا الشعب يومآ اراد الحياة،، وهو مالم يسعى اليه شعبنا حتى اليوم .
فالارادة مازالت غائية والقدر لم يطل بعد ليحدد مساره ولا الليل انجلى عن كاهله ،خمس سنوات والانين وحده من يرافق واقعنا المضني والحزين فيساق شبابه للموت وينكل بشيبانه وتتحول نخبه الى قيادات متخمة بالسرقة واللصوصية باسم الدين والوطن .
فيجعل منه اللصوص مصدرا للعويل وجني ثمن عويلهم باسم الشعب فتؤسس الشركات وتشيد المطاعم الفارهة وتبنى الفنادق ويستثمر اللصوص اموالا حازوها باسم مشرديه.
لم يبنِ اللصوص فنادقهم. ولا مدنهم الاستثمارية في اليمن بل زينو بها شواطئ بيروت والقاهرة واسطنبول متمنين ان. تستمر الحرب لأطول فترة ممكنة طالما تدر عليهم اموالا ويزدادون ثراءً .
ليظل الانين يردد في كل منزل وحارة وقرية ويقول لي صديقي عبدالهادي العزعزي كنت احلم بالدولة وأحلم باركانها الثلاثة ولكني لاول مرة اشعر اننا قطيع لا ندرك ماهي الدولة ولا السلطة ولا الشعب .
وهذا هو سر تعنت السلالات وتكرار عبثها بماضينا وحاضرنا لأنهم يعلمون اننا لانتعلم من الماضي ولا نعلم ألاجياله حقيقة تلك السلالة العابثة باليمن ارضا وانسانا، ، كنا نحلم بدولة مدنية ولكننا لم نجد غير شعب بلا دولة ودولة بلا سيادة وسلطة غائبة عن الواقع .
ويضيف بحسرة،، لم اكن اتخيل اننا شعب بدون نخب سياسية تحركها مصالح شعبها لا مصالحها الخاصة ما جعلني أتساءل هل عجزت اليمن عن ان تلد قيادات وطنية تؤمن بحق نفسها وشعبها وتؤمن بهوية الارض قبل المذهب وكرامة الانسان قبل الحزب ؟