غدير الحكيم
السكوت الكاذب
الثلاثاء 28 اكتوبر 2025 الساعة 21:45

ليس كل ساكت راضي ولا كل من لا يرد مقتنع.

أحيانًا الإنسان يسكت ليس لأنه بخير بل لأنه تعب من المحاولة تعب من التوضيح، وتعب من النقاش الذي لا يصل لنتيجة.

قد يسكت لأنه فقد الإحساس بجدوى الكلام.

في مجتمعاتنا تربّينا على إن السكوت أدب و حكمة وإن الذي يلتزم الصمت هو الشخص الناضج والمتزن.

لكن الحقيقة إن هناك فرق كبير بين الصمت الذي فيه وعي وبين الصمت الذي فيه وجع.

هناك اناس يسكتون لأنهم اختاروا الهدوء واخرون يسكتون لأنهم كُسرو كثير لدرجة إن صوتهم اختفى من التعب.

الزوجة التى لا تتكلم ليس بالضرورة ان تكون راضية يمكن لانها تعرف إن كل مرة قد تفتح فيها موضوع يتحول الى جدال وصوت عالي.

الولد الذي سكت امام أهله، ليس دليل انه مطيع قد يمكن انه حاول شرح نفسه أكثر من مرة ولكن لم يجدأحد ليسمعه.

والصديق اللي توقف عن العتاب ليس بناسي لكنه قرر ان يحافظ على الباقي من العلاقة بدون وجع أكثر.

في كل بيت وفي كل علاقة يوجد شخص ساكت لأنه فقد طاقته على الكلام صوته الداخلي يصرخ لكن ملامحه تقول ليس مهم.

وهذا النوع من السكوت هو الأخطر لأنه بداية انسحاب بطيء من كل شيء من الحوارات ومن الناس وحتى من انفسهم 

القوي ليس الذي يسكت من اجل ان لا يواجه القوي هو من يبدي ويقول رأيه باحترام

ويستطيع الوقوف عند حدود لا تضره حتى لو كان الكل ضده 

لا تسكت عن حقك ولا عن وجعك ولا عن ما يضايقك بحجة لا اريد ان أسبب مشكلة 

المشكلة الحقيقية إنك تفضل السكوت الى ان تصبح أنت المشكلة و تتغير نظرتك للحياة و تبدأ في فقدان نفسك ببطء 

السكوت ليس دائمًا فضيلة أحيانًا جريمة في حق ذاتك قل عبّر حتى لو بكلمة بسيطة لأن الكلام الصادق يمكن ان يحزن لحظة لكن السكوت الطويل يكسرك عمر.

تعلم ان تتكلم حين تشعر إنك لابد ان تتكلم 

واختر ان تسكت حينما يكون الصمت هو الأذكى 

 لا تسمح لأحد يظن إن سكوتك يعني رضاك.

اقرأ أيضاً