حواء أزلية الغنج والدلال فعندما ألتقت آدم على جبل عرفات حطت رحالها أخيراً وجلست على ركبتيه من عناء البحث والتجوال .
فبعد أن هبطا من الجنة.. أنزل أبانا آدم في أفريقيا وأمنا حواء في الهند
وقد بدءا البحث طويلاً . فكان آدم يقضي سحابة النهار بطوله بحثاً عن حواء ويستكين في الليل إلتماساً للراحة.
أما حواء فكانت تواصل الليل بالنهار بحثاً عن آدم .
والتقيا على عرفات وحالما رأته جلست على ركبتيه من اللهفة والشوق والإعياء وسألته بعتب إن كان قد بحث عنها
فشكى لها مطولاً ًإنه كان يبحث عنها من مطلع الفجر حتى لحظات الغروب الأخيرة وإنه قد قطع لأجلها الغابات والوديان والوهاد والبراري.
ثم سألها وهل بحثت عني
فنظرت إليه شزراً وهزت منكبيها نافية قائلة :
- ( منذ أنزلت إلى الأرض لم أتزحزح من مكاني قيد أنملة. )
كان يبحث عنها النهار وهي تبحث عنه الليل والنهار
ولم تكذب حواء عفواً.. ولكنها وضعت بين الصدق والكذب مسافات أشواق حراء
نبعت من ذات منهل الحب والحنان الذي تسقينا إياهما إلى اليوم ولانرتوي.