بقلم : مريم الأصبحي اليافعي
............
وجدت نفسها اعتادت على تضحية وصبر..
إحتضنت مآسيها كأنها تدفئها من شتاء لاينتهي طوال العام..
حبست دمعاتها في مقلتيها الغائرتين..
نسجت من ألمها بساطآ يستريح به كل من تحبهم..
بدأت تشعر بألم يسري في بعض أجزاء جسدها..
لكنها أبت إلا أن تخفيه..
فهي تعلم أن شكواها ماهي الا كسراب ..
ظلت تقاوم ببسمتها التي تشبه إشراقة يومٍ جديد..كأشعة شمس ذهبية تصافح الكون ليمتلأ ضياء..ضياءً لايغيب إلا عن داخلها..
جلست على أريكتها تراقب عقارب ساعة حائط..بدأت بمخيلتها ترى العقارب تسير معاكسة...عادت بها عقارب السنين إلى زمن بعيد ..
كانت فيها طفلة ..لاترى سوى الجمال والطهارة...تجري ضاحكةً.. وطيورٌ وفراشات تقاسمها تلك الضحكات..جدائل شعرها تعلن الفرح.. واحمرار خديها يساوم الحياة على الجمال..
فينفرد بالأولوية..تصحب رفيقاتها إلى الروضة..تعانق معلمتها عناقآ يكاد يكون التصاقآ ..تضاحك حتى لوح السبورة..
وحتى الطبشورة.. مبتهجة.. حيوية تملؤها ونشاط وبراءة تزيدها نظارةً وجمالآ..
ماهي إلا لحظة.. حتى عادت عقارب الساعة بسرعة الريح لتعود مكانها..على صوتٍ فظّ..غليظ..صوت ينادي :أمازلتِ تراقبين هذة الساعة اللعينة..