يقف الشعب والوطن الجزائري امام تحد ايجابي يتمثل بتحقيق وانجاز هدفان استراتيجيان لا سابق لهما في التاريخ الجزائري المعاصر يتمثل الاول بتحقيق انتقال سلمي سلس وآمن للسلطة والثاني تحقيق عملية تغيير جذري وشامل للنظام السياسي الجزائري يضمن تحويل الدولة في الجزائر الى دولة مدنية حديثة ويمكن ان يتحقق هذا خلال عام واحد اذا ما التفت جميع القوى الوطنية في الموالاة والمعارضة حول وعود وتعهدات الرئيس بوتفليقة التي اطلقها يوم أمس واعتبارها برنامجاً وطنياً عاماً وللذين يتهجمون على المقام العالي للرئيس المجاهد نقول ان هذا المجاهد الذي يجلس على الكرسي النقال قد وضعكم جميعاً أمام تحد تبرهنون فيه عن صدق نواياكم وشعاراتكم باسم الشعب والشارع الجزائري .
وللذين يتسائلون عن سبب قيام الرئيس بهذه الخطوة الكبرى في هذه اللحظة ذاتها وليس قبل ذلك فان الجواب ببساطة انه يستفيد ويستثمر خروج الشعب الجزائري العارم الى الشارع وتجسيد دعوته للانتقال والتغيير فهو يطلب منحه فرصة العام بمشروعية الانتخاب الشعبية المشروطة بانجاز ما وعد وتعهد به امام الله والشعب والتاريخ وسيكون متسلحاً بها في مواجهة الموالاة قبل كل شئ وفي مواجهة الجنرالات وقوى الفساد الفاعلة اما قوى المعارضة فانها اقل الاطراف فاعلية وتأثيراً في الواقع وأكثرها استفادة واستثماراً للاوضاع وتمنحها الوعود والتعهدات الرئاسية فرصة تاريخية ثمينة للاسهام في صياغة وتحقيق التحول والانتقال والتحديث .
ان الكرة في ملعب الشعب الجزائري ككل وان التركيز فقط على منع الرئيس من الترشح مطلقاً في ظل العجز المطبق على تقديم البديل من قبل الموالاة والمعارضة لا يعدو ان يكون تكريساً للفوضى ودفعاً نحو فتنة مدمرة تحرق الاخضر واليابس وقد تعيد الجزائر في أحسن التوقعات الى العشرية السوداء والثنائية القاتلة والمميتة لا سمح الله نسأل الله العزيز القدير اللطف بشعبنا الجزائري وان يدفع عنه كل شر وبلاء ومكروه .
مساء الاثنين 4/مارس/2019م