لطيفة الفقيه
ماسواهم الضلال، وماسوانا يسحق الظلم نصفنا...؟!
الاثنين 6 مايو 2019 الساعة 15:31
أحدهم هاجم الآخر فقط عندما عارض رأيه معتقده ؛؛ والآخر أيضآ لم يصمت قاتله وأباح دمه..؟!
هو يرى ويجزم أيضآ بأنه بذلك أنتصر لمبدأه، لفكره،لقناعاته؛ وحتى لدينه أيضآ كما يدعي هو..؟! وحدها العصبية القاتله من عبثت بعقله، وأعمت بصيرته ،هو الفكر الممتلئ بإملاءات معقدة وقناعات زائفة ..
هي التعبئة المشحونة بكلمات وخطب ملطخة بالفرقة والشتات والعنصرية ،هو التقديس الأعمى واللألوهية بمعناها البشري التي تجعلهم يؤمنون بأن مايعتقدونه لايخطئ، ولايظلم،ولاينتابه شك...؟!
هي القناعة العميقة التي دفعتهم للإستماته والهلاك في سبيل بقاء "الفئة المعصومة "،هي النظرة الخاطئة، والهجوم الوحشي لكل من يعارض رأيه وجماعته،ومعتقده ؛ وحتى دينه..
هي الكذبة الكبرى التي أوهم بها معتنقيهم وزرعو بداخلهم الإيمان المتشدد بأنهم على صواب وماسواهم الضلال ..؟! هي نفسها التي أباحت الدم،وأزهقت بها الروح،وفاضت حقدآ وكراهية ،هي من زرعت الخبث في نفوس أنصارها،ولطخ معتنقيها بالوحشية والإنتقام..
ماسواهم الضلال..أولئك الذي يعتنقون توجهآ واحدآ،ويؤمنون بفكرآ ومعتقدآ قاطعآ لايستطيعون وإن مثلو" التعايش مع من يقف ضدهم ،من يخبرهم بظلمم ،من يحاول إصلاحهم،هم لايجدون في الإختلاف مع من يعارضهم سبيلآ للبقاء معهم ..
هم يؤمنون بأن من يخالفهم عدو" خصم" وجب مقاومته،وإن أستدعى الأمر الخلاص منه،هم يرون أن في تقبل الآخر والتعايش معه ضعف ومهانه ؛ فكيف لهم أن يتقبلوك بجوارهم ؛ بعد أن أخبروهم وزرعو بعقولهم" أن البقاء معك يجلب الشر والذنب وحتى النفاق ..؟!
أولئك الذين ماسواهم الضلال لايرون لوجودك في الحياة معنى؛ فإما أن تختارهم وتقف بصفهم،وإما فدمك حلال ومصيرك بإيدهم الهلاك..
أولئك الذين ماسواهم الضلال يعتقدون أن ببطشهم وتنكيلهم لمن يخالفهم سيجلب العالمين بصفهم،هم يرون أن بالقوه والبطش إنتصار لهم، وخضوعآ لسواهم، وكما يدعون يأتو بهم جميعآ مجبرين ومرغمين معآ..؟!
اولئك الذين ماسواهم الضلال هم الذين يسعون حافيين، ويتسميتون لتهتف الحشود بأسمهم، وبنصرهم،وحتى برسالة الوحي لهم...
ماسواهم الضلال يعتقدون أشد الإعتقاد أن في السلام ضعف، لايرون فيه نصر،السلام جبن..
السلام في نظرهم جريمة لاتغتفر..
متهمآ السلام أشد الإتهام،
ومن دعى إليه يسجن أو يقتل أويتهم بأنه سفاح..
ماسواهم الضلال لايعون بأن الإختلاف في الرأي،في العقيدة ، في التوجه ..مؤشر إيجابي،وليس تهمه ؛ فكيف يمكن أن نرى مكامن الخطأ وماأقترفن دون إختلاف.
ماسواهم الضلال لايدركون بأن نختلف لايهم" المهم نبقى على أتصال، وكل منا يحترم الآخر ..بلاتعصب،بلا كراهية،بلاحقد، وبلا إنتقام..
ماسواهم الضلال يعبثون بغيرهم،ويسرقون القوت من أفواهمم ويخضعونهم ، يمارسون ابشع الإجرام ضدهم..وبعدها يخدعونهم بأن ذاك القهر والإذلال لأجلهم وفي سبيلهم..
ماسواهم الضلال يحبسون أصواتنا، ويتاجرون بحزننا، وبعدها يعلنون للملأ تم قتلهم ليقتلونا بعدها...
ماسواهم مذنبون ، وماسوانا يسحق الظلم نصفنا ؛ ونصفه يسحق الكل بعضنا..؟؟!!